شركة مصرية أمدّت الجيش الإسرائيلي بالغذاء.. وعبد ربّه غاضب لوقف الاعتداء!..
غزة- القاهرة-العرب اونلاين -مروان المجدلاوي وجمعة صلاح السيوي: منذ بدء العدوان على غزة، ومع تواصله بتلك الحدة والفظاعة، تعالت الكثير من الأصوات مشكّكة بالمواقف الحقيقية لأطراف عربية، ذاهبة حد اتهام بعضها بالوقوف وراءه ودعمه سياسيا بالتشويش على جهود إيقافه وشرعنته عبر تحميل حركة حماس المسؤولية عنه.
غير أن الجديد في ما سماه البعض تواطؤا عربيا مع العدوان الإسرائيلي على غزة، هو أن لذلك التواطؤ وجهه المادي المباشر حسب ما كشفت عنه جريدة الأسبوع المصرية، من أن شركة مصرية زودت الجيش الإسرائيلي بالغذاء خلال عدوانه على غزة، موردة تعليقها تخيلوا، كانت غزة تحترق والدماء فيها بحور، بينما أسطول شاحنات مصري يتحرك ذهابا وإيابا على الطريق الممتد من مدينة السادات حتى معبر العوجة أقصى شرق مصر، ليسلّم منتجات شركة الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية، لشركة تشانل فود الإسرائيلية لتقوم بتوريدها إلى جيش الاحتلال.
وقالت الصحيفة إن أول شاحنة أغذية تحركت من مخازن الشركة في مدينة السادات باتجاه إسرائيل كانت بعد أقل من 24 ساعة فقط من بدء العدوان، حاملة معها أزيد من 17 طنا من الفاصولياء الخضراء، قبل أن تتبعها شاحنة أخرى تحمل نفس الكمية بساعات قليلة.
وأضافت أنّ الشركة قامت بإرسال شاحنة يوم 10 يناير، حين وصل عدد الشهداء إلى 830، والجرحى إلى 2350، بـ19،8 أطنان من البازلاء والفول الأخضر، ومعها 56 كيسا من عدة أصناف كهدايا لرجال الجمارك.
وتابعت: ثم عادت لترسل بتاريخ 14 يناير أي مع وصول عدد الشهداء إلى أكثر من ألف 12،25 طن من البامية المجمدة، إضافة إلى 72 كيسا من مختلف المنتجات كهدايا لرجال الجمارك، وفي نفس اليوم، وصلت شاحنة تحمل 19،8 أطنان من الفول إلى داخل إسرائيل، وذلك كله دون رقابة ولا متابعة ولا حتى شعور بالحرج ووخز الضمير.
واعتُبر هذا الكشف فضيحة كبرى في بلد تدّعي طبقته الحاكمة دعم القضية الفلسطينية، بل تسعى إلى احتكار محاولات حلّها والوساطة بشأنها كعلامة تجارية، كما ورد على لسان أحد المراقبين.
وتساءل آخر: إذا كانت مصر تزود إسرائيل غازا رخيصا، وتوفر الغذاء لجنود الاحتلال أثناء عدوانهم على غزة، مثلما زوّدت الدولةَ العبريةَ من قبلُ طحينا مستوردا في عز أزمة الغذاء، وإذا كانت أجزاء كبيرة من الجدار العازل بنيت بإسمنت مصري نقله مورّدون فلسطينيون، فمن ذا الذي يحارب الفلسطينيين حقيقة؟.
وقال أحد المراقبين إن مثل هذا الكشف لا يفيد سوى في تأكيد ما كان واضحا من البداية من وقوف بعض العرب إلى جانب العدوان، بل والتحريض عليه، مضيفا أن دعم العدوان كان من داخل البيت الفلسطيني ذاته.
واستشهد بما نقلته مصادر فلسطينية عن أن ياسر عبد ربه أمين سرّ اللّجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، مساعد الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس انتقد في لقاء مغلق مع صحفيين وقف العدوان الإسرائيلي دون تحقيق أهدافه، معتبرا ذلك خطأ كبيرا، وأن بقاء حماس في السلطة حتى الآن هو أمر سيئ لنا جميعاً.
كما كشف عبد ربه أن قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله قررت اتخاذ إجراءات قاسية جداً لإحباط أي محاولة من حماس لإثارة اضطرابات في الضفة الغربية، متابعاً: لا مكان لزعران حماس في الضفة الغربية، ولن نسمح بأن تحوّل الضفة إلى جمهورية إسلامية أخرى.
وقال مراقبون إن وعيد عبد ربّه تجسّد فعلا بقيام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحملة اعتقالات في أوساط أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومناصريهما في الضفة.
وقالت ذات المصادر إن عبد ربه وافق على نشر تصريحاته مع عدم ذكر اسمه والاكتفاء بالإشارة إليه بأنه مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، ما أثار استغراب الصحفيين الحاضرين.
وعلّق متابع للشأن الفلسطيني بـأن عبد ربه كان في كلامه هذا ينطق باسم طرف سياسي انحسرت شعبيته بعد أن كان خسر الانتخابات التشريعية في 2005، وجاءت نهاية 2008 دون الظفر بوعد بوش بخصوص الدولة الفلسطينية، لتُفْقده آخر ما تبقى له من مصداقية وتُبَيّن خسران نهجه التفاوضي دون الاستناد إلى أي من عناصر القوة، ثم جاءت أحداث غزة لتنحره سياسيا. وأضاف طبيعي أن يأسف عبد ربّه على وقف العدوان لأن بنهايته تبخّرت آخر آمال له في القضاء على حماس.
وسجّلت أطراف فلسطينية سيل التصريحات التي أصدرها ياسر عبد ربه بالذات بمجرّد توقّف العدوان مباشرة ومبادرته إلى اتهام حماس باغتيال نشطاء من فتح خلال الهجوم الإسرائيلي ومصادرتها أسلحة لمقاومين من الحركة. وعزت ذلك إلى كون عبد ربه هو المخوّل من قبل سلطة عباس بمعاضدة حملة عربية أشمل مقررة من أطراف في محور الاعتدال العربي، لحرمان حركة حماس من استثمار صمودها وانتصارها سياسيا.
أضف الى مفضلتك